القول المبين في كتاب الدر الثمين في ذكر المناقب والوقائع لاميرالمسلمين
القول المبين في الدر الثمين الكتاب المفترى على العلامة الحسن بن عاكش الضمدي
اولا نلقى الضوء على المرحلة التى بدا فيها العمل على هذا التزوير المتعمد في تاريخ الجزيرة العربية
ظهور سلسلة الكتب المزورة الدر الثمين وتبعه امتاع السامر ومذكرات الحفظي الخ كانت االارهصات الاولي لخروجه بعد نكسة 67 وانتهاء الصراع في اليمن بين الجمهوريين والامامية ويحمل نفس قومي متعصب معادي للاشراف والال سعود تعمل تلك الكتب على ابراز اسرة معينة في شبة الجزيرة العربية و مهاجمة ومتجاهلة جميع الاسر الحاكمة العريقة في الجزيرة العربية فهي لاترى اهمية لوجود حكم الاشراف في الحجاز والمخلاف السليماني واليمن وهي كذالك لا ترى اهمية لحكم ال سعود في نجد كما لاتنظر الى اى حكم او اسرة حاكمة في الجزيرة العربية سوا تلك الاسرة علما ان الاسرة المشار اليها كان خروجها على الساحة مع وجود الدولة السعودية الاولى بعد عدة اسر في نفس المنطقة اما قبل الدولة السعودية والدعوة السلفية في الجنوب لم يكن هناك اى ذكر او تاريخ مدون عن تلك الاسرة
1 المخطوط المزعوم ظهر خلال فترة التى راجت فيها عدد من المزورات في تاريخ الجنوب مثل امتاع السامر ومذكرات الحفظي وغيرها
2 العلامة الحسن بن عاكش الضمدي نفسه لم يذكر ان له مؤلف او كتاب بهذا المسمى في جميع مادون حتى وفاته
3 العلماء الذين عاصروالحسن بن عاكش من وطلابه او ممن اخذ عنهم العلم في المخلاف السليماني واليمن لم يذكرو ان للعلامة عاكش كتاب يحمل هذا الاسم
4 لاوجود لهذا المخطوط نسخة في اليمن حتى يومنا هذا ولا وجود لها لدى ال عاكش انفسهم بل لاوجود لنسخة من المخطوط في مكتبات كل علماء ضمد قبل ظهور الكتاب المطبوع, بل الى يومنا هذا على حد علمي
5النسخة المزعومة ظهرت في مصر في السبعينات من القرن الماضي ولم يشير اليها احد من راود التاريخ في مصر قبل ذالك والمفترض ان تكون النسخة انتقلت من المخلاف السليماني الى مصر قبل قرن من الزمان على الاقل وخلال كل تلك الفترة لم تنسخ ولم تصل للحجاز او اليمن او مكتبات الغرب الزخرة بمخطوطات العرب وهى بالطبع لاوجود لها في تركيا التى كانت تحكم الجزيرة العربية
6دور ابن مجثل في جنوب الجزيرة اكبر وابرز من دور الامير المذكور في الدر الثمين ولكنه لم يحظى بذالك الاهتمام وهناك مراسلات بين اعيان المخلاف وابن مجثل وهناك مخطوطات ومناظرات بل اهتم العلامة الحسن بن عاكش بتدوين تلك المناظرات وتاريخ تلك الفترة ومع هذا كله لم يدون الحسن شي عن امجاد ابن مجثل او انعته باامير المسلمين ! وهذا لاينفى انه بدا مؤخرا ظهور مخطوطات مزعومة عن بن مجثل تحت مسمى اسرة علمية اخرى
7كل من امتلك المخطوط او رجع اليه في كتبه كان بعد ظهور الكتاب المحقق وليس قبله كالعلامة هاشم النعمي الذي حصل على المخطوط بعد انتشار المطبوع والغريب ان يحصل الباحثون على المطبوع قبل المخطوط فنتشار المخطوط يكون بعد انتشار المطبوع وهذا من الغرائب وعلى سبيل المثال مخطوط (الجواهر اللطاف المتوج بهامات الأشراف سكان صبيا والمخلاف) مازال الى اليوم في عداد المخطوطات وهو مرجع مهم ولم يطبع فشهرة المخطوط تسبق المطبوع بلاشك على الاقل لدى الباحثين والمؤرخين
8 المؤرخ العلامة عبد الله العمودي على سعة اطلاعه وكثرت مؤلفاته في التاريخ وقرب عهده من عهد العلامة عاكش وطلابه لم يذكر ان هناك كتاب لعاكش يحمل هذا الاسم
9 المؤرخ عمر الهاشمي لم يدرج هذا المخطوط من مراجعه ولم يثبت وجود له في المخلاف السليماني في وقت اخرجه لتاريخه التبر المسبوك
10مؤرخ الجنوب العقيلي لم يدرج هذا الكتاب المختلق ضمن مراجعه قبل ظهوره مطبوع
11 العلامة محمد بن حيدر لم يذكر هذا الكتاب ولم يشر اليه في كل مادون وهذا دليل ان المخطوط خرج بعد وفاة كل اولائك العلماء بزمن بعيد
12 يذكر العلامة عاكش في العقود الدرر انه التقاء بعائض في صبياء وكان عاكش يستغرب من كون عائض لديه اطلاع اكثر مما كان يتصور عنه وبلغة الاستاذ لتلميذه وليس بنظره الموالي لهذا الامير اوكونه امير المسلمين وامام العلماء !
13 في العقود الدرر يذكره بالاسم المجرد دون تبجيل او زياده ولم يذكر ان الف له كتاب او انه عازم على هذا كعاده العلامه عاكش في اثبات ان له الكتاب كذا.. او ان هناك تفصيل لهذا الامر في المخطوط كذا.. يطللق العلامة عاكش على ابن مجثل مسمى امير السراة فقط دون عبارات تبجيل
14 نفى احد المؤرخين للكتاب والطعن فيه بحجج قويه ثم اثبته وزكاه في ظروف غامضه بعد ان شاع خبرنفيه بحجة تطابق الخط فقط !
15 دحض كل من اطلع على الكتاب من المؤرخين المنصفين صحة هذا الكتاب منهم ماثبت على حقيقه تزوير الكتاب ومنهم من انسلخ بعد تعرضه لضغوط لوبي الضغط المسخر لنشر خزعبلات ومزورات التاريخ
16 هناك حملة علاقات عامة ترهيبا وترغيبا مازالت مستمره الى اليوم وصل صداها الى دول خليجية ومصر بهدف نشرالمزورات في التاريخ والانساب فيما يتعلق بتاريخ الجنوب
17 تطبيع المتلقى بكثرة ترديد ونشر تلك الكتب المزورة
18 تحقيق المخطوط المفترى بذات النفس والروح هي ذاتها التى نشرت امتاع السامر وغيرها من المزورات وماورد من دعاوي في الانساب التى روج لها امتاع السامر تجدها في تحقيق الدر الثمين
19 رفض عدد من مؤرخي عسير وعلمائه لهذا الكتاب ومجموعته مثل امتاع السامر وتصديهم له
20 الاستشهاد بتطابق الخط مع خط العلامة الحسن بن عاكش ان صح هذا الامر لايعد بينه وعلى الباحث ان يثبت صحة نسبة المخطوط لصاحبة من عدة اوجه وبالدلائل الدامغة وليس لمجرد تطابق الخطوط وتطابق الخط امر وارد خاصه اذا اشتغل على الامر بقصد دبر بليل ومع تواتر الخبر في ظهور المخطوطات والكتب المفترى بها على الاموات والسؤال لماذا ظهر المخطوط في مصر مع جرود وجلود الادعياء وليس بعيد ان يظهر في اليمن بعد سنوات هذا المخطوط او غيره والمطلع على التزوير في التاريخ والانساب واخراج الجرود والمخطوطات المزوره في مصر واليمن المختصه بالانساب الهاشمية يدرك ان الامر لا يحتاج الا للقليل من المال لتجد امامك عشرات المخطوطات التى مانزل الله بها من سلطان
21 صدوره من الدارة لايعنى انه كتاب منزه عن النقد او البحث عن حقيقته فالواسطة واللوبي المؤثر الذي يغير قناعات حتى بعض المحسوبين على التاريخ كفيل بصدار الكثير من هذه الكتب الملوثه وليس بعيد عنا امتاع السامر الذي تم نفيه بعد ان طبع وشاع على انه كتاب حقيقي من مؤلف مؤرخ حقيقي لسنوات
22 يفترى المزور على العلامة الحسن فيقول في المقدمة ان الحسن عاكش يكره اسم عاكش ويكتب اسمه الحسن اليمني! والحقيقه ان العلامة الحسن يثبت اسم عاكش ويتبعه بالضمدي او العمري
23 الحسن عاكش هو من اشد تلاميذ العلامة الحسن بن خالد الحازمي قربا واطلاع على تاريخه ولو كان هناك كتاب يالف من العلامة لكان اختص الحازمي بهذا وليس غيره
24 عرف عن العلامة عاكش انه لايجامل ولايداهن في الحق وقد انتقد الشريف الحازمي وهو من هو في مقامة في ضمد بلدة العلامة عاكش وله تنبيهات تصل الى حد المعارضة في عهد حكم الاشراف و وال سعود والنجديون دون مجامله كما مايراه الحق سوا كان في حق الدوله التى يقع ضمن سلطانها او كانت خارجه
25 تعرض المؤرخ العقيلي لنقد والتعديل لمجرد اضافه دولة الى سيرة الشريف حمود وقام بعضهم بالتعديل والتمحيص ولكن هذه الروح لم نجدها عند ظهور كتب كامله مزورة تعصف بتاريخ الجنوب
26 يقتبس مقدمة الكتاب من بعض كتب العلامة الحسن بشكل دقيق لكنه لايبتعد حتى يقع في نفس اسلوب امتاع السامر من عبارات وكلمات وقوميات ليست في قاموس ذالك العلامة المفترى عليه ويلاحظ ان هذا الكتاب يجمع بين اسلوب العقود الدرر والديباج ونفح العود من جهه وبين الامتاع ومذكرات الحفظي من جهه اخرى فيخرج لنا كتاب مسخ
27علاقة الحسن بن عاكش بالحكام كانت وديه ويكن له حكام عصره الكثير من التقدير والاحترام سوا اشراف المخلاف السليماني وشريف مكه وامراء الدرعية من ال سعود واائمه اليمن وهم اكثر تقديرا له و هم بدون جدال اضخم ملكا وقدرا من محمد بن عايض فلماذا اقتصر المخطوط على ذكر عايض دون غيره ؟
28 تم دس اسم الكتاب في كتاب اعلام الزركلي في الطبعات المتاخره بعد وفاة الزركلي ولم يرد في الطبعات القديمه
29 وفاة عائض 8 رجب 1273 في جميع المصادر بينما في الدر الثمين يغير التاريخ ليطيل مدة امارته الى العام 1289هـ
30 في الكتاب اقتباسات ظاهره تاكد تتطابق تماما لعبارات التمجيد التى ساقها المؤرخين المتقدمين لبعض امراء الاشراف
31 من اهم مقومات الحكم في الجزيرة العربية هو العصبية القبيلية ومكانة النسب لدى القبائل فيها فالحاكم في الجزيرة العربية يعتمد على نسبة المقدر المعظم فايكون من الاشراف من بنى هاشم او يكون محاط بمناصريين من قبيلته وتكون القبيله ذات ثقل وعدد وعده او يعتمد على العصبيه لدين فيناصر مذهب معين او فكر معين فيكثر اتباعه او قوة اقتصادية حيث يكون مسيطر على المواني والتجارة مثل بعض حكام الخليج اما من يفقد جميع المقومات السابقة فلا يصح ان ينسب للحكام ولاينقاد العرب في جنوب الجزيرة العربية بالذات الا لدافع ديني قبلي فايكون عزيز النسب من بني هاشم اوانقياد لتعاليم دينيه كمذهب كالزيديه في اليمن
خاتمة
اللوبي استطاع التاثير على بعض المؤرخين والكتاب واستقطابهم بالحيلة والمكر والترغيب والترهيب فمن استطاع خداع المؤرخ محمود شاكر فمن دونه اهون حيث دس في كتبه الكثير من خزعبلات اللوبي المزور
للمزور اطلاع واسع على تراث العلماء فكان اسم الكتاب الدر الثمين في محاولة لمشابهه الدر النفيس للعمودي ولكن المزور غفل عن كون العمودي لم يذكر شي عن هذا الكتاب المنحول او ينوه ولعله سرق العنوان كاملا من كتاب الدر الثمين في مناقب الشيخ محيي الدين
اما التحقيق فحدث ولاحرج .
فمن نفس روح امتاع السامر وملحقاته يخرج علينا النسب الاموي المزعوم الى ادعاء الجهل بالعلامة عاكش الضمدي او نسبته الى غير قومه وكأن المحقق قادم من الشام او مصر ويجهل ماهي ضمد وماهو المخلاف السليماني ومن هم ال عاكش وكأنه ليس من ابناء الجنوب وادرى بعلمائه وحدوده وتاريخه وبهذا ندرك ان الكتاب لايمت للمؤلف بل والمحقق بصلة فالروح التى كتب بها لاتمت للجزيرة العربية بصلة وليس الجنوب فقط وتتورط الدارة والمحقق والمزكون لهذا الزور في هذا الامر وتنطلي عليهم تلك الاوهام والكذب على الاموات
وللاسف فقد انتشر هذا الكتاب المنحول واصبح مرجع لكثير ممن كتب عن التاريخ والانساب في جنوب الجزيرة منذ طباعته حتى اليوم مثل قرينه امتاع السامر الذي اصبح مرجع هو الاخر للكثير من متطفلي التاريخ والانساب ووزره واثمه حمله المفترى ومن اعانه
ومازال اللوبي القديم يتوراث هذا العمل ويتواصي به وينشط عليه وفي كل فترة يخرج علينا كتاب جديد مره لشعيب الدوسري ومره لمسلط ومره لمسفر الخ ومازالت حملة العلاقات العامة تكسب داعمين جدد من مصر والخليج وداخل المملكه
اذا لم يتصدى العلماء والمؤرخين فان التزوير سوف يطال تاريخنا بشكل يصعب تصوره ونحن نشاهد الموجة الثانية من تزوير التاريخ بظهور المخطوطات المزورة المنسوبة للاسر العلمية بعد ان طعن المؤرخين واهل الاختصاص الامانة العلمية في المزورات التى ظهرت بسماء اشخاص مجهوليين
فليتقي الله من يكذب على الاموات وليتقى الله المتلاعبون بالتاريخ والانساب
اخيرا نحن نبحث عن الحق والحقيقه فان كان معنا فالحمد لله الذي هدانا وان كنا على خطا فنستغفر الله ونعود الى الحق ايا كان قائله وليثبت المخالف الحق امام الحجج والبراهين
تعليقات
إرسال تعليق